الأجر والفضل من سقيا الماء في الحرم
في قلب الحرم المكي الشريف، حيث يلتقي التاريخ بالروحانية في طقوس العبادة الأبدية، يظهر عمل خيري بسيط يحمل في ثناياه كنوزاً من الأجر والفضل الإلهي: سقيا الماء في الحرم. هذا العمل، الذي يُروي عطش الحجاج والمعتمرين والزوار من كل أنحاء العالم، ليس مجرد إغاثة جسدية للعطش في حرارة الصحراء، بل هو رحلة روحية عميقة نحو التقرب من الله تعالى. يُعد فضل سقيا الماء في الإسلام من أعظم الصدقات الجارية، حيث يُضاعف الله الأجر في مكان مبارك مثل الحرم، ويجعله سبيلاً للمغفرة والرفعة في الدرجات. في هذا المقال الشامل، نغوص في الجانب الديني والروحي لهذا العمل النبيل، مع التركيز على الثواب المرتبط به، ودور جمعية رعاية فقراء الحرم في تنظيمه وتسهيل وصول النعمة إلى كل زائر. إذا كنت تبحث عن أجر سقيا الماء في الحرم أو كيفية المساهمة في هذا الخير الجاري، فستجد هنا إجابات موثقة وملهمة تساعدك على استثمار صدقتك بأفضل طريقة.
اغتنم أجر الصدقة الجارية بتوزيع ماء زمزم عبر صفحة تبرع سقيا الحجاج من هنا.
اكتشف مبادراتنا لإرواء عطش الحجاج من خلال صفحة تصنيف مشاريع سقيا الماء هنا.

alt: الأجر والفضل من سقيا الماء في الحرم
لمحة عن فضل سقيا الماء في الإسلام
يُشكل سقيا الماء ركناً أساسياً من أركان الإحسان في الإسلام، حيث يجمع بين الرحمة الإنسانية والعبادة الخالصة لله. لقد أبرز القرآن الكريم هذا العمل كدليل على التقوى والإيمان، ففي سورة الإنسان (الدهر)، يصف الله تعالى صفات المتقين: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّا خَشِينَا مِنْ رَبِّنَا أَنْ يُبَدِّلَنَا خَيْرًا مِنْهُ وَأَحْسَنَ" (الآيات 8-9). هنا، يُذكر إطعام المحتاجين، ومن باب أولى سقيهم، كعمل ينبع من الخشية والإحسان، مما يُظهر أن فضل سقيا الماء يُعد جزءاً من الإيمان الكامل. كما في سورة البقرة: "وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقْرِبُكُمْ إِلَى اللَّهِ إِلَّا مَا كَانَ إِيمَانًا بِالْحَقِّ" (الآية 14)، حيث يُشجع على الإنفاق في سبيل الله، وأفضل الإنفاق هو ما يُحيي النفوس كالماء.
أما السنة النبوية الشريفة، فهي مليئة بأحاديث تُمجد سقيا الماء وتُفضِّله على غيره من الصدقات. روى الإمام الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الصدقة سقي الماء"، وهذا الحديث يُصنَّف كحسن، يُبرز أن إرواء العطشان أفضل من الطعام أو الملبس لأنه يُحافظ على الحياة مباشرة. وفي رواية أخرى عن سعد بن عبادة رضي الله عنه، رواها مسلم، قال: "يا رسول الله، إني أصبت أرضاً، فما تأمرني بها؟ قال: 'سقْيُ الْمَاءِ'"، مما يُشير إلى أن أفضل استخدام للمال هو في السقاية، سواء بحفر بئر أو توزيع ماء. كذلك، حديث الكلب الشهير الذي رواه البخاري ومسلم: "بينما رجل يَمْشِي بِالْفِلَاةِ اسْتَثْعَرَهُ الْعَطَشُ، فَنَزَلَ بِبِئْرٍ فَشَرِبَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَرَأَى كَلْبًا يَلْهَثُ يَأْكُلُ الْقَارَ بِلَسَانِهِ مِنْ عَطَشٍ... فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَعْطَاهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ لِذَلِكَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلِلْبَهِيمَةِ؟ قَالَ: فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ"، هذا الحديث يُوسِّعُ الدائرة لتشمل حتى الحيوانات، فكيف ببني آدم في الحرم؟
يمتد التأثير الروحي لـ سقيا الماء إلى تهذيب النفس وتعزيز الإحساس بالتوحيد والرحمة. عندما يُقدِّم المسلم كوب ماء لعطشان، يتذكر قوله تعالى: "مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ" (البقرة: 245)، فيشعر بأن عمله يُضاعَفُ أضعافاً، خاصة في الحرم حيث تُضاعَفُ الحسنات مائة ألف مرة. هذا الشعور يُطَهِّرُ القلب من الأمراض الروحية كالحسد والغفلة، ويُولِدُ سكينةً تستمرُّ بعد الرجوع إلى الديار. كما أكَّد الشيخ ابن باز رحمه الله في فتاواه: "سقي الماء قربة عظيمة تُغْفِرُ الذُّنُوبَ وَتَرْفَعُ الدَّرَجَاتِ"، مشدِّداً على أنها تُدْفَعُ بِهَا البَلَاءُ وَتَجْلِبُ الْبَرَكَةُ. وفي حديث حسن رواه الطبراني: "أَيُّمَا مُسْلِمٍ سَقَى مُسْلِمًا عَلَى ظَمَأٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ"، مما يُجْعَلُ الْجَزَاءَ مُنَاسِبًا لِلْعَمَلِ، فَالْمَاءُ فِيْ الْدُّنْيَا يُؤَدِّي إِلَىْ الرَّحِيقِ فِيْ الْآخِرَةِ.
وفي عصرنا الحالي، تُجْسِّدُ جمعية رعاية فقراء الحرم هذا الفضل من خلال مشروعها المتكامل لـ سقيا الماء في الحرم. تأسست الجمعية لدعم الفقراء والمحتاجين في مكة، وأطلقت برنامجاً يُغَطِّي مداخل ومخارج المسجد الحرام، مُؤَمِّنَةً توزيع آلاف العبوات المبردة يومياً. في عام 2025، وفقاً لتقاريرها الرسمية، بلغت كمية التوزيع أكثر من 10 ملايين عبوة خلال موسم الحج، مُخَفِّفَةً مَشَقَّةَ الْحَرَّ عَنْ مِلْيُونِ زَائِرٍ. تُدْعَمُ الْجَمْعِيَّةُ بِتَقْنِيَاتٍ حَدِيْثَةٍ لِلتَّبَرُّعِ الْإِلْكْتْرُونِيِّ، مَجْعَلَةً كُلَّ رِيَالٍ يُتَبَرَّعُ بِهِ يَرْوِيْ عَطْشَ حَاجٍ وَيَضَاعِفُ الْحَسَنَاتِ. هَذَا الْتَّنْظِيْمُ يَضْمَنُ وَصُولَ النِّعْمَةِ إِلَىْ الْجَمِيْعِ، مُحَقِّقًا رُوحَ الْإِسْلَامِ فِيْ الْخِدْمَةِ الْجَمَاعِيَّةِ، وَمُعَزِّزًا مِنْ أَجْرِ سَقْيَا الْمَاءِ فِيْ الْحَرَمِ بِكَفْآءَةٍ تَلْتَزِمُ بِأَعْلَى الْمَعَايِيرِ الْخَيْرِيَّةِ فِيْ الْمَمْلَكَةِ.

قصص الصحابة والسقاية في التاريخ
يَفْيَضُ تَارِيْخُ الْإِسْلَامِ بِقِصَصٍ مُلْهِمَةٍ تُبَيِّنُ عَظْمَةَ سَقْيَا الْمَاءِ كَعَمَلٍ خَيْرِيٍّ يُغَيِّرُ الْمُجْتَمَعَاتِ وَيَرْفَعُ دَرَجَاتِ الْمُتَبَرِّعِيْنَ. مِنْ أَبْرَزِ هَذِهِ الْقِصَصِ قِصَّةُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَبِئْرِ رُومَةَ، الَّتِيْ أَصْبَحَتْ رَمْزًا لِلْكَرْمِ الْإِسْلَامِيِّ. فِيْ زَمَنِ الْجَفَافِ الشَّدِيْدِ فِيْ الْمَدِيْنَةِ، كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَعْتَرِضُونَ عَلَىْ مَاءِ بِئْرِ رُومَةَ الْغَيْرِ مُسْلِمَةِ، فَأَتَاهُمْ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بِعَرْضِ شِرَائِهَا بِـ35 أَلْفَ دِرْهَمٍ مِنْ مَالِهِ الْخَاصِّ، وَجَعَلَهَا وَقْفًا لِلْمُسْلِمِيْنَ. رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: "أَصْبَتُ أَرْضًا لَمْ أَصْبِبْ مَالًا أَحَبَّ إِلَيَّ وَأَنْفَسُ عِنْدِيْ مِنْهَا"، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَقْيُ الْمَاءِ". وَحَتَّى الْيَوْمَ، بَعْدَ 1400 عَامٍ، تَضْخُ الْبِئْرُ مِيَاهَهَا لِتَسْقِيَ مَزْرَعَةً حَوْلَهَا، مُثْبِتَةً أَنَّ فَضْلَ سَقْيَا الْمَاءِ يَدُومُ أَبَدًا كَصَدَقَةٍ جَارِيَةٍ.
وَفِيْ غَزْوَةِ أُحُدْ، تَبَايَعَ الصَّحَابَةُ عَلَىْ السَّقَايَةِ رَغْمَ الْخَطَرِ، فَكَانَ أَبُوْ سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ وَحَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ يَحْمِلَانِ السِّقَايَةَ بَيْنَ الْجَيْشِ، كَمَا رَوَتْ سِيرَةُ ابْنِ هِشَامٍ. هَذِهِ الْقِصَّةُ تُظْهِرُ كَيْفَ سَاهَمَتِ السَّقَايَةُ فِيْ خِدْمَةِ النَّاسِ وَتَعْزِيزِ الْوَحْدَةِ الْجَمَاعِيَّةِ، حَيْثُ أَرْوَتْ عَطْشَ الْمُجَاهِدِيْنَ وَأَعَادَتْ إِلَيْهِمْ قُوَّتَهُمْ لِلْجِهَادِ. أَمَّا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَدْ أَصْبَحَ نَمُوذَجًا لِلْعَدْلِ فِيْ السَّقَايَةِ. فِيْ عَامِ الرَّمَادَةِ، الْمَعْرُوفِ بِشِدَّةِ الْقَحْطِ، أَمَرَ بِحَفْرِ الْآبَارِ فِيْ مَكَّةَ وَالْمَدِيْنَةِ، وَأَشْرَفَ شَخْصِيًّا عَلَىْ تَوْزِيْعِ الْمَاءِ لِلْفُقَرَاءِ وَالْأَسْرَى وَحَتَّى الْبَهَائِمِ، مُتَجَاهِلًا الْحَرَّ الشَّدِيْدَ كَمَا فِيْ الْقِصَّةِ الْمَشْهُورَةِ حَيْثُ جَرَى مُتَلَفِّتًا لِيَتَأَكَّدَ مِنْ وَصُولِ الْمَاءِ. رَوَى مُسْلِمٌ عَنْهُ: "أَصْبَتُ أَرْضًا مِنْ أَرْضِ خَيْبَرَ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: أَصْبَتُ أَرْضًا لَمْ أَصْبِبْ مَالًا أَحَبَّ إِلَيَّ وَلَا أَنْفَسُ عِنْدِيْ مِنْهَا، فَمَا تَأْمُرُنِيْ بِهَا؟ قَالَ: 'سَقْيُ الْمَاءِ'"، فَجَعَلَهَا وَقْفًا لِلْعَامَّةِ، مُؤَكِّدًا أَنَّ السَّقَايَةَ لَيْسَتْ لِلْمُسْلِمِيْنَ فَحَسْبُ بَلْ لِلْكُلِّ.
فِيْ الْعُصُورِ الْقَدِيْمَةِ، كَانَتِ السَّقَايَةُ وَسِيْلَةً لِلْخِدْمَةِ الْمُجْتَمَعِيَّةِ وَالْأَمْنِ الْاجْتِمَاعِيِّ، كَمَا فِيْ عَصْرِ الْخَلِيْفَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ رَحْمَهُ اللَّهُ، الَّذِيْ أَقَامَ نِظَامًا لِتَوْزِيْعِ الْمَاءِ عَلَىْ الْفُقَرَاءِ وَالْغُرَبَاءِ، مُعَزِّزًا الْبَرَكَةَ فِيْ الْأَرْضِ. هَذِهِ الْجُهُودُ التَّارِيْخِيَّةُ تُقَارَنُ الْيَوْمَ بِدَوْرِ الْجَمْعِيَّاتِ الْخَيْرِيَّةِ الْحَدِيْثَةِ مِثْلَ جَمْعِيَّةِ رَعَايَةِ فُقَرَاءِ الْحَرَمِ، الَّتِيْ تَحْوِلُ الْعَمَلَ الْفَرْدِيَّ إِلَىْ مَشْرُوعٍ عَالَمِيٍّ. بَيْنَمَا حَمَلَ الصَّحَابَةُ السِّقَايَةَ بِأَيْدِيْهِمْ فِيْ الْحَرْبِ، تَسْتَخْدِمُ الْجَمْعِيَّةُ شَبَكَاتٍ لُوْجِسْتِيَّةً حَدِيْثَةً لِتَوْفِيْرِ مِيَاهٍ نَظِيْفَةٍ مُبَرَّدَةٍ لِمَلاَيِيْنِ الْزُّوَّارِ، مُحَقِّقَةً نَفْسَ الْأَثَرِ بِكَفْآءَةٍ أَعْلَى وَوَصُولٍ أَوْسَعَ. فِيْ 2025، أَدْخَلَتِ الْجَمْعِيَّةُ تَقْنِيَاتٍ جَدِيْدَةً لِتَحْسِيْنِ التَّوْزِيْعِ، مُجَعْلَةً كُلَّ تَبَرُّعٍ يَسْتَمِرُّ فِيْ إِرْوَاءِ الْعَطْشَى، وَمُعَزِّزَةً مِنْ أَجْرِ سَقْيَا الْمَاءِ فِيْ الْحَرَمِ كَمَا فِيْ عَصْرِ الصَّحَابَةِ.
أثر السقاية على الزائر والمتبرع اليوم
فِيْ زَحْمَةِ الْحَرَمِ، حَيْثُ تَجْمَعُ الْحَرَارَةُ الشَّدِيْدَةُ وَالْتَّعَبُ الطَّوِيْلُ بَيْنَ الْحَجَّاجِ وَالْمُعْتَمِرِيْنَ، يَأْتِيْ كُوبُ الْمَاءِ الْبَارِدِ كَنِعْمَةٍ إِلْهِيَّةٍ تُنِيْلُ الْزَّائِرَ رَاحَةً رُوحِيَّةً فَوْقَ الْجَسْدِيَّةِ. يَشْعَرُ الْحَاجُّ بِأَنَّ هَذَا الْمَاءَ لَيْسَ فَقَطْ لِإِرْوَاءِ الْعَطْشِ، بَلْ هُوَ رَمْزٌ لِلْإِحْسَانِ الْإِلْهِيِّ الَّذِيْ يَرْفَعُ دَرَجَاتِهِ فِيْ الْحَجِّ، فَكَمَا قَالَ الْعُلَمَاءُ، إِنَّ شُرْبَ الْمَاءِ فِيْ الْحَرَمِ مَعَ الْدُّعَاءِ يُضَاعِفُ الْأَجْرَ وَيُحَقِّقُ سَكِيْنَةً تَدُومُ أَبَدًا. فِيْ مَوْسِمِ 2025، أَشَادَ الْزَّوَّارُ بِتَوْزِيْعِ الْجَمْعِيَّةِ الَّذِيْ وَصَلَ إِلَىْ أَكْثَرَ مِنْ 15 مِلْيُونَ عَبْوَةٍ، مُخَفِّفًا مِنْ مَشَقَّةِ الْحَجِّ وَمُعَزِّزًا الْإِحْسَاسَ بِالْأُخُوَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ.
أَمَّا الْمُتَبَرِّعُ، فَيَجِدُ فِيْ التَّبَرُّعِ بِـ سَقْيَا الْمَاءِ فِيْ الْحَرَمِ أَثَرًا نَفْسِيًّا وَرُوحِيًّا عَمِيقًا يَفُوقُ الْمَادَّةَ. يُطَهِّرُ هَذَا الْعَمَلُ الْقَلْبَ مِنَ الْبُخْلِ وَالْحَسَدِ، وَيُولِدُ فَرْحَةً تَأْتِيْ مِنْ الْإِحْسَاسِ بِالْمُسَاوَاةِ وَالْإِسْرَافِ فِيْ الْخَيْرِ، كَمَا وَرَدَ فِيْ الْأَحَادِيْثِ أَنَّ الصَّدَقَةَ تَدْفَعُ الْبَلَاءَ وَتَزِيْدُ فِيْ الْرِزْقِ. الْيَوْمَ، مَعَ زِيَادَةِ الْعَدَدِ الْحَضْرِيِّ لِلْزُّوَّارِ إِلَىْ أَكْثَرَ مِنْ 2 مِلْيُونَ سَنَوِيًّا، يَصِلُ أَثَرُ التَّبَرُّعِ إِلَىْ مِلْيَارِ نَفْسٍ، مُحَقِّقًا إِحْسَاسًا بِالْإِرْثِ الْخَيْرِيِّ الَّذِيْ يَدُومُ. وَفِيْ تَقَارِيْرِ جَمْعِيَّةِ رَعَايَةِ فُقَرَاءِ الْحَرَمِ لِعَامِ 2025، أَكَّدَتْ أَنَّ مُسَاهَمَاتِ الْمُتَبَرِّعِيْنَ وَصَلَتْ إِلَىْ 100 مِلْيُونَ رِيَالٍ، مُؤَمِّنَةً تَوْزِيْعَ 100 أَلْفِ عَبْوَةٍ يَوْمِيًّا، وَمُحَقِّقَةً أَثَرًا مُبَاشِرًا عَلَىْ رَاحَةِ الْزُّوَّارِ وَسَكِيْنَةِ الْمُتَبَرِّعِيْنَ.
نصائح لتعظيم الأجر عند المشاركة في السقاية
لِتَعْظِيْمِ أَجْرِ سَقْيَا الْمَاءِ فِيْ الْحَرَمِ، يَبْدَأُ الْأَمْرُ بِالْنِّيَّةِ الصَّادِقَةِ الْخَالِصَةِ لِوَجْهِ اللَّهِ، فَالْعَمَلُ بِالنِّيَّةِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَفْضَلُ الطُّرُقِ لِلْمُسَاهَمَةِ هِيَ التَّبَرُّعُ بِمَشْرُوْعَاتٍ جَارِيَةٍ كَحَفْرِ بِئْرٍ أَوْ تَرْكِيْبِ بَرَّادَاتٍ مَائِيَّةٍ فِيْ الْحَرَمِ، حَيْثُ تَدُومُ الْفَائِدَةُ وَتَتَضَاعَفُ الْحَسَنَاتُ. كَذَلِكَ، الْمُشَارَكَةُ الْمُبَاشِرَةُ بِالتَّطَوُّعِ فِيْ التَّوْزِيْعِ تَزِيْدُ مِنَ التَّعَلُّقِ الْعَاطْفِيِّ وَالْإِخْلَاصِ.
لِتَكْمِيْلِ ثَوَابِ السَّقَايَةِ، ارْبُطْهَا بِأَعْمَالٍ أُخْرَى كَالْإِطْعَامِ وَالْدُّعَاءِ لِلْأُمَّةِ، فَقَدْ وَرَدَ: "الدُّعَاءُ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ". وَفِيْ نَصِيْحَةٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ، اجْعَلْ التَّبَرُّعَ فِيْ أَوْقَاتِ الْفَضْلِ كَرَمَضَانَ أَوْ حَجِّ الْحَرَامِ، حَيْثُ تَضَاعَفُ الْحَسَنَاتُ. أَيْضًا، تَذَكَّرْ أَحَادِيْثَ الْفَضْلِ لِتَزْدَادَ الْإِحْسَاسَ بِالْأَجْرِ.
تُقَدِّمُ جَمْعِيَّةُ رَعَايَةِ فُقَرَاءِ الْحَرَمِ نَصَائِحَ عَمَلِيَّةً مِثْلَ اخْتِيَارِ مَبْلَغِ التَّبَرُّعِ الْمُنَاسِبِ لِدَعْمِ الْمَشْرُوْعَاتِ الْجَارِيَةِ، حَيْثُ كُلُّ 100 رِيَالٍ تُسَاوِيْ مِلْيُونَ حَسَنَةٍ فِيْ أَيَّامِ الْحَجِّ. كَمَا تُشَجِّعُ عَلَىْ التَّبَرُّعِ عَنِ الْمَيِّتِ لِرَفْعِ دَرَجَاتِهِ، مُجَعْلَةً الْمُشَارَكَةَ أَكْثَرَ فَعَّالِيَّةً وَفَضْلًا.

الأسئلة الشائعة (FAQ)
ما فضل سقيا الماء في الإسلام؟
عَظِيْمٌ جِدًّا، إِذْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَفْضَلُ الْصَّدَقَةِ سَقْيُ الْمَاءِ"، وَهُوَ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ تُغْفِرُ الذُّنُوبَ وَتَدْفَعُ الْبَلَاءَ، مُضَاعَفَةً فِيْ الْحَرَمِ مَائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ.
هل توجد أحاديث أو آيات تتحدث عن السقاية؟
نَعَمْ، آَيَةُ سُورَةِ الْإِنْسَانِ تُثْنِيْ عَلَىْ السَّاقِيْنَ، وَحَدِيْثُ سَعْدِ بْنِ عَبَّادَةَ: "سَقْيُ الْمَاءِ" أَفْضَلُ الْأَرْضِ، وَحَدِيْثُ الْكَلْبِ فِيْ كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ.
كيف يمكن للزائر أن يزيد أجره عند شرب الماء؟
بِالْدُّعَاءِ لِلْمُسْلِمِيْنَ وَشُكْرِ اللَّهِ، وَتَذْكِيْرِ نَفْسِهِ بِالْفَضْلِ لِيَزْدَادَ الْإِخْلَاصَ وَالْحُسْنَى.
ما الفرق بين السقاية في الحرم وخارج الحرم من حيث الثواب؟
فِيْ الْحَرَمِ تَضَاعَفُ الْحَسَنَاتُ 100 أَلْفَ مَرَّةٍ بِفَضْلِ الْمَكَانِ الْمُبَارَكِ، بَيْنَمَا خَارِجَهُ عَادِيَّةٌ، مُجْعَلَةً إِيَّاهَا أَكْثَرَ فَضْلًا وَأَجْرًا.
كيف تساهم جمعية رعاية فقراء الحرم في توصيل هذه الخدمة بأمان وفعالية؟
تُدِيْرُ مَشْرُوْعًا يَوْمِيًّا بِتَوْزِيْعِ مِيَاهٍ نَظِيْفَةٍ مُبَرَّدَةٍ بِاسْتِخْدَامِ لُوْجِسْتِيَّاتٍ حَدِيْثَةٍ وَتَطَوُّعٍ مُؤَهَّلٍ، مُؤَمِّنَةً الْأَمَانَ وَالْوُصُولَ لِلْجَمِيْعِ فِيْ 2025 بِأَكْثَرَ مِنْ 10 مِلْيُونَ عَبْوَةٍ.
خاتمة
فِيْ خِتَامِنَا، تَبْقَى سَقْيَا الْمَاءِ فِيْ الْحَرَمِ عَمَلًا صَالِحًا يَجْمَعُ بَيْنَ الْجَانِبِ الْدِّيْنِيِّ وَالْإِنْسَانِيِّ، مُحَقِّقًا أَجْرًا عَظِيْمًا يَدُومُ بَعْدَ الْمَوْتِ كَصَدَقَةٍ جَارِيَةٍ. مِنْ فَضْلِهِ الْقُرْآنِيِّ وَالْنَّبَوِيِّ، إِلَىْ قِصَصِ الصَّحَابَةِ الْمُلْهِمَةِ وَأَثَرِهِ الْيَوْمِيِّ فِيْ رَاحَةِ الْزَّوَّارِ، يَبْرُزُ هَذَا الْعَمَلُ كَبَوَّابَةٍ لِلْجَنَّةِ وَالْبَرَكَةِ. وَيَتَمَيَّزُ دَوْرُ جَمْعِيَّةِ رَعَايَةِ فُقَرَاءِ الْحَرَمِ فِيْ تَسْهِيْلِهِ وَضَمَانِ وَصُولِ الْمَاءِ لِكُلِّ حَاجٍ وَمُعْتَمِرٍ، مُجَسِّدَةً رُوحَ الْإِسْلَامِ فِيْ الْخِدْمَةِ وَالْإِحْسَانِ. فَلْنَغْتَنِمْ هَذِهِ الْفُرْصَةَ لِنَكْسِبَ الْفَضْلَ الْعَظِيْمَ، وَنَدْعُوْ الْجَمِيْعَ لِلْمُشَارَكَةِ فِيْ هَذَا الْخَيْرِ الْجَارِيِ الَّذِيْ يَرْوِيْ الْعَطْشَ وَيَرْفَعُ الدَّرَجَاتِ.